الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

خبايا النفوس




- فى كتاب ( التفسير العلمي للسعادة والضحك والنوم ) ذكر الكاتب ( د.أحمد مستجير ) " قصة حقيقية حصلت لواحد إنجليزى إسمه ( ويلي أندرسون ) .. "ويلى" كان بيدفن أمه اللى اتوفت فى لندن .. " ويلى " كان وحيدها وحرفيًا ماكنش ليهم إلا بعض فتقدر تفهم من هنا شكل حزنه عليها كان عامل إزاى .. وهو شايل النعش بتاعها مع كذا واحد تانى ونازل بيه القبر والناس كلهم باصين عليه، ورغم دقة الموقف الكل إتفاجأ بيه إنه ساب النعش فجأة وضحك ! .. ضحكة مكتومة فى الأول حاول يداريها بـ كف إيده بس مقدرش .. بقت ضحكة بـ صوت .. شوية والضحكة بقت قهقهة بصوت عالى أكتر ! .. كل ده والناس اللى حاضرة الجنازة مذهولين من الجنان اللى حصل لـ "ويلى" ده ومحدش عارف سببه رغم إنه فى الطبيعى كان شاب عاقل يعنى .. بس حتى لو طلبت معاه جنان أكيد يعنى مش هيكون فى الموقف ده .. حالة من الضحك الهيستيرى صابته وسيطرت عليه وطلع يجرى بعيد .. الناس جريوا وراه ومسكوه وهما متأكدين إن فيه حاجة مش طبيعية حصلت فى عقله .. نقلوه المستشفى .. إتحجز هناك يومين وبعدها مات ! .. لما أتفحصت الجثة بعد وفاته أكتشف الدكاترة إن كان فيه ورم موجود فى شريان فى قاع المخ إنفجر؛ ولما إنفجر ضغط على غدة إسمها ( الهيبوثالامس ) وبعض الشرايين اللى حواليها، وإن ده هو اللى سبب لـ "ويلى" حالة الضحك غير المبررة .. ماكنش ضحك هزار ولا فرفشة ولا جنان .. كان ضحك لا إرادى إتسببت فيه ضغط الدم على الغدة دى .. بمعنى أدق كان بيموت من الوجع وشكله بيضحك .. نوبة إكتئاب حادة أصابت أصدقائه الثلاثة لمجرد إنهم حسوا بإساءة الظن ناحية صديقهم لأنهم حكموا عليه من مظهره ومحدش حط إحتمال ولو 1% إنه معذور. 

***************************


• ناس كتير لابسة بدل وظاهريا رائعين بس أخلاقهم زفت أجارك الله؛ وناس تبان بسيطة وعادية بس وأغلى من انها تتقدر بالدهب وأقل واجب معاها انها تتشال على الراس .. 

كلنا صغيرين وكل واحد فينا أقل فى نظر فئة معينة تانية أكبر منه ! .. عشان كده الفيصل دايماً هو ( جواك نضيف والا ظاهرياً فقط!) .. عامل الناس زى ما تحب تتعامل وباللى تشوفه منهم .. ماتحكمش على الناس من مظهرهم محدش عارف مين فينا أحسن عند ربنا من مين .. خُد بالك من كلامك ، تصرفاتك ، ونظراتك للناس .. كتير منها بيخرج منك بقصد أو بدون بعنصرية ناحية شخص و تقتله مع إنه ممكن يكون أحسن منك فى كل حاجة .. 

محدش بياخد كل حاجة .. كلنا مليانين جروح مش متشافة والكل بيتدارى ورا شوية معافرة .. 

****************************** 


*** وفي النهاية.. أحب ان استشهد بقول الأديب "يوسف السباعى" عندما قال : ( لوُ استطعنا الوصول إلى اختراعٍ نُبصر به دخائل النُفوس ونطلع به على خبايا الأفئدة لأدهشنا الفرق بين ما تضمر وما تظهر وصدمنا التَناقض بين ما تَكشف عنه الأعماق وما تبديه لنا المظاهر). 

والحمد لله أننا لا نطلع على هذا الخراب والدمار! 




باحثــة عن النــور9/10/2017 



هناك تعليقان (2):

في الذكرى الأولى لوفاة قطعة من روحي

 تمنيت أن لا يزور  الموت عائلتي  ... تمنيت أن لا أنكسر بهم  ... او... يختبر صبري فيهم  يظنون أنني تجاوزت موتك ... و.... أنني عشت بعدك وضحكت ...