ولكل أجلٍ كتاب
....................
ركبت السيارة في الصباح لاستعد للذهاب للجامعة
وبدأت السيارة في التحرك ببطء وكأنها تخشى الطريق
ومنذ فترة ليست بالطويلة وليست بالقصيرة وأنا في حالة رعب دائم وقلق شديد لا أعرف له سبب ...
وكأنني أنتظر بين اللحظة والثانية شيء مفزع قد يحدث!
ومع بداية الطريق بدأ صوت القرآن الكريم يعلو آتياً من المذياع
كان صوته بالبداية منخفض جداً وكنت لا أكاد أتبين الكلمات لولا حفظي لبعضها
وظللت هكذا لدقائق معدودة وبلحظها طلبت من السائق أن يزيد من ارتفاع صوت المذياع لتعلو أولى الكلمات التي لم تأتي لأذني فقط ؛ بل إنني شعرت أنها تتخلل لكل خلايا جسدي:
(لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)
شعرت بعدها وكأنها تتردد داخلي وبدأت دموع في الهطول من خلف نظارتي السوداء ...
وبدأت أعي التفات السائق لحالتي من خلال المرآة الأمامية .. فحاولت التماسك بلا جدوى!
لم أكن خائفة من موت يوماً ما ، لكنني أخاف بصورة لا يمكن وصفها على أحبابي بهذه الدنيا التي ما أقل بها الأحباب الحقيقيين! .. وقد يكون هذا هو السبب في قلقي الشديد الفترة الماضية (قد)!
واكتشفت بعد لحظات أو دقائق لا أدرك مداها ..
لكنها كانت (دهر) كامل من البكاء الداخلي والخارجي!
وفي نفس اليوم عندما هدأت أعصابي التي أقسم أنها ما ارتاحت ولم تهدأ منذ مدى ليست بالقليلة.. بدأت أفكر في السبب الحقيقي لبكائي الشديد بهذه اللحظة التي أراها من اللحظات الفارقة في حياتي ..
وكم كنت خجولة من نفسي أمام خالقي وأمام نفسي!!!!!
كم نحن ضعفاء النفس .. كم نحن ضعفاء الإيمان!!!!!
كيف لي أن أظل هكذا كل تلك الفترة !!
كيف لي بهذا القلق والرعب والفزع رغم أن
(لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)!!!
.
.
.
د. إيمان يوسف
باحثة عن النـــــــــور
29/3/2015